الاثنين، 24 سبتمبر 2018

الشطارة مش في الشغل الكتير




دايماً كان فيه سؤال بيزن في دماغي زي الدبانة ومش لاقيله اجابة منطقية… 

لو كل الناس بتشتغل نفس عدد الساعات في اليوم (اللي هو غالباً من 8 لـ 12 ساعة) فليه في ناس بتحقق نتايج بسيطة يدوبك بتكفيها بالعافية وناس تانية بتحقق نتايج مذهلة بنفس عدد الساعات ... هل هو ذكاء؟ هل هو حظ؟ مكانش فيه اجابة واضحة اوي 🤔

بس لما اتخرجت ودخلت سوق العمل ابتدت الرؤية توضح جداً ... لقيت إن كلمة السر هي (طريقة الشغل) مش عدد ساعاته … وإن الموضوع لا هو سباق ولا حرب … السر في إنك لما بتشتغل، بتشتغل إزاي؟

يعني تخيل معايا اتنين بيشتغلوا نفس عدد الساعات في اليوم:
-الأول مهتم إنه يعمل شغله بإبداع وبطرق ذكية ومختلفة … والتاني بيعمله بشكل تقليدي
-الأول بيطور من طريقة شغله كل شوية … والتاني ماشي بنفس الروتين
-الأول بيطلع الشغل بمنتهى الاتقان اللي في الدنيا … والتاني مقضيها نظام عبيله واديله
-الأول بيفوض بعض المهام لغيره … والتاني بيعمل كل حاجة بنفسه علشان مش بيثق في شغل حد

هل منطقي إن النتايج اللي هيوصلها الأولاني بعد سنة زي النتايج اللي هيوصلها التاني بعد نفس السنة؟؟

اللي فكرني بالموضوع ده لقاء كانت عملاه منى الشاذلي مع نجيب ساويرس وسميح ساويرس، وسميح قال جملة رائعة قال (الشطارة مش إنك تشتغل كتير، الشطارة إنك في وقت الشغل تشتغل صح) 😎

خلينا نحط 100 خط تحت (تشتغل صح) دي … لأن في اعتقاد خاطئ كده منتشر وهو إنك علشان تحقق نجاح كبير لازم تشتغل ليل ونهار وتتفحت وتفني عمرك في الشغل … رغم إن الواقع حوالينا بيثبت غير كده … بص حواليك في الواقع هتلاقي ناس بتشتغل شغلانتين يعني حوالي 18 ساعة في اليوم ويدوبك بتكفي بيتها أكل وشرب بالعافية وناس تانية بتشتغل أقل من نص المدة دي وبتحقق نتايج عظيمة … اللعبة مش محتاجة فحت وردم كأننا في حرب، اللعبة محتاجة اجتهاد مع مخمخة


أحمد ماهر
24 سبتمبر 2018