الاثنين، 9 يوليو 2018

ليه قصص التحفيز مضرة




كام مرة قصة توماس اديسون ومحاولاته الكتيرة حفزتك وحمستك وبعدها ولا الهوا ؟ 😭

كلنا اتربينا على قصص فلان الفلاني اللي عاد محاولاته دشليون مرة قبل ما يوصل للنجاح اللي حققه ... وكتير من قصص الإصرار والإرادة اللي ياما حفزتنا ... واللي حكولنا القصص دي نيتهم كانت كويسة إنهم يحمسونا علشان نحقق نجاحات شبه الناس دي وكانوا فاكرين إنهم بيساعدونا ... لكن الحقيقة إنهم كانوا (بيدمرونا)!!

ليه بقى بيدمرونا؟ 
لأننا ببساطة كنا بنتحفز وبنبتدي نحاول في أحلامنا المؤجلة (كورس ناخده – رياضة نلعبها – دايت نعمله – لغة نتعلمها) بس بعد محاولتين تلاتة فاشلين بنيأس والتحفيز بيتبخر ... وبعدها بفترة نسمع القصص دي تاني ونتحفز ونبدأ وبعدها نفشل ونيأس ونوقف المحاولات تاني وتالت وعاشر.

وبعد شوية محاولات من دول بنبدأ نحس إحساس غريب ومرعب ... بنحس إن الناس اللي بيحكوا عنهم في القصص دول ناس خارقين ليهم ارادة حديدية وإننا أضعف منهم بكتير وبنيأس بسرعة وعضلات إرادتنا ضعيفة ... ويبدأ الإحساس يكبر جوانا لحد ما يفقدنا الثقة بنفسنا تماماً ونبدأ نبص على الناجحين حوالينا إنهم من سلالة مختلفة عننا واتولدوا بقوة إصرار خارقة ... وبعد ما كنا بنحاول حتى ولو مش هنكمل، بنبدأ ندخل في مرحلة إننا مش بنحاول أصلاً!

بس الحقيقة إن اللي حكولنا القصص دي نسوا يحكولنا حاجة مهمة جدااااا ... وهي إن أبطال القصص دي وهما بيحاولوا مكانش فارق معاهم الوصول لنتيجة أصلاً ... (هما بيعملوا الحاجة لذاتها مش لمكتسباتها) وبالتالي مش فارق معاهم إنهم يفشلوا مليون مرة لأن المحاولات دي نفسها هي متعتهم الحقيقة ... لكن وإحنا بنحاول كانت عيوننا دايماً على النتيجة فلو النتيجة مجاتش بسرعة أو حصلت كعبلة في النص بنيأس ونوقف محاولات ... فصدقني أبطال القصص دي مش أفضل مننا في حاجة ولا هما عندهم إصرار خارق ولا حاجة ... هما بس إستمتاعهم كان بالمحاولات والرحلة نفسها ... فمثلاً توماس اديسون نفسه لو كان متعته وشغله الشاغل النتيجة كان يأس من تالت ولا رابع محاولة (لأنه بشر). 

كلنا محتاجين نحب (ضعفنا البشري) شوية ونحترمه ونقدره ومانتكسفش منه، ولو عاوزين نبقى إحنا أبطال القصص الجاية فمحتاجين نعمل الحاجات لذاتها مش لمكتسباتها.

أحمد ماهر
9 يوليو 2018